يا خيمة الستين / بقلم جاسم الطائي
( يا خيمة الستين )
خَرِفٌ وللآجالِ ضِحكةُ مُشتَفي
لم تُبقِ مني غيرَ رِجفةِ مُرجَفِ
لم تُبقِ غيرَ حطامِ روحٍ مبتلى
وشراذمُ الأضلاعِ تحتَ المعطفِ
فتسوَّرَت وتكوَّرت واستعذبَت
كلَّ الذي ألقى بفعلٍ أجوفِ
شاركتُها العثَراتِ لستُ بمبصرٍ
غيرَ انحباسِ النورِ هَمَّ ليَنطَفي
فلقد ذَوَتْ أغصانُها وتملمَلَت
حجبُ الليالي تستثيرُ تخَوُّفي
وطفقتُ أسألُها السبيلَ الى الهدى
يا غوثَ هذا القلبِ من متعسِّفِ
دارَت عليَّ فصولُها وتنوّعَتْ
منها النوازلُ دانياتِ المَقطفِ
فتعتَّقَت أحلامُها حتى بَدَت
كأساً يعربدُ كي يزيدَ تلهُّفي
نادمتُهُ مُتَمَلِّقاً عَلِّي أرى
بعضَ الندامةِ منهُ كيما يَكتفي
يا خيمةَ الستّينَ مِثلِيَ لن تَريْ
حمّالَ بؤسٍ من تراشقِ أحرفِي
وأنا وهذا العمرُ يضربُ مهجتي
بالعاتياتِ ولستُ منهُ بمُكتَفي
عمرٌ يغرِّزُ في الرمالِ فما له
غيرَ الذي أهذي بهِ لم يعرفِ؟
ومِن الولادةِ للكهولةِ رحلةٌ
مَرّتْ بطرْفِ العينِ ومضةَمُسرِفِ
يا صرخةَ الميلادِ غابَت في المدى
رُدّي الصدى الممسوخَ ضربةَ مَشرَفي
واستبصري أطلالَ روحٍ زائلٍ
هو كالتميمةِ إنْ تَعِدْك فَلن تَفِي
أنا عمقُ هذا الحزنِ يسكنُ خافقي
فأضوعُهُ فوق السطورِ ويختفي
لأعودَ كَرّتَها ولِي مما أرى
من دمعيَ المسفوحِ حمقُ تصرُّفِ
فاضَ المدادُ على المدادِ فمن لهُ
يا خيمةَ الستين هاكِ تأسُّفي
---------------
٠جاسم الطائي
تعليقات
إرسال تعليق