عشق غجرية / بقلم د. عز الدين حسين ابو صفية

 عشقُ غَجرَّية ...


ترجل فارس عن صهوة جواده

وسار به إلى حفة النهر ليرويه

اضجع تحت ظل شجرة الحناء

هبت نسائم رقراقة لفحت وجهه فغفى

في منامه مرت أمامه غجرية سمراء

تأملته وتبسمت لسماره وقوامه

الممتدة من هناك إلى حافة النهر

بيدها داعبت خُصل من شعر الحصان

فهمهم ... وداعب الأرض برقصة من قدميه

وأطلق صهيله كأغنية عشق

قالت له اهدأ ليبقَ الفارس غافيا

رد عليها بصهيل الحيران

تململ الفارس ومن غفوته صحى

ظنَ أن لصاً في المكان 

كانت السمراء ك كوكب دريٍّ

فتلاقت العينان 

ملأت قربتها بالماء... وقررت 

العودة إلى حيث ظعن ربعها كان

نهض الفارس وناداها يسألها

لحظة من فضلك

ماذا تُريد مني

عندي لك سؤال

تفضل بالسؤال

أنتِ من أيّ ربعٍ ومن أيّ مكان

أنا من كل بلاد الحب والأوطان

ما لكَ بي شأنٌ

سحرني يا سمراء جمال الوجه والخدان

وروعة رَطْب الشفتان

أشهى من رُطب العذراء

واذاب قلبي كُحل العينان

وسواد الشعر الغجري

وخلخال القدمان

وعقد الخرز بمختلف الألوان

يُزين الجيد ويمتد للنهدين

يُداعب خيال الناس والجيران

وهذان الوشمان

وذاك الشِّناف يُزين الأنفان

أ غجرية أنتِ ؟ 

أنا ساحرة كل القلوب

مالك ومالي يا حبوب 

اذهب لحال سبيلك

أحسن لي وليك

أنت هنا في بلدٍ 

وأنا كل يوم في بلد

ما تقدر تواكب قَدَري

ولن تنول قُبلة من قدي

اذهب لحال سبيلك

اخاف عليك من اللي ح يجرالك

ويطبعوا على رسمك وشم غجريّ

وأنت مش قدي .. ولا أنت قدري

اذهب ... 

لا .. لا .. لا

أنا معكِ ... وهذا عنقي

دعيهم ينقشوا وشمك على خدي

وح ازين ملابسي

بكل الألوان وبالخرز والدناديش

بس خليني معاكِ أعيش

مش ح تقدر

وكيف بدك تراقص القدر

أَتعلم الرقص وهز الخصر

واسافر معكَ طول العمر

واخوض جداول النهر

بس خليني معكِ أعيش 

أنا غجرية !!! 

وفي الكون ما في لي مثيل

أنا المِثِل والمَثَل 

وما في الكون لي مثيل

وافقي بالله عليك توافقي

فأنا من اليوم أصبحت غجريّ

ودين الحب ديني


وعشقي طابق عشقك

وآمنت بدينك


د. عز الدين حسين أبو صفية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رد تحية الاضحى/ بقلم الشاعر د. زعل طلب الغزالي

عيشت يا قلبي / بقلم الشاعرة الأديبة د. جيهان الطنطاوي

الصداقة/ بقلم زينب الكريضة