السبع العجاف / بقلم الشاعر حسن يامي عون
(السبع العجاف)
دعني أكابد ما لاقيت في وطني
وأحتسي المـرَ في الكاساتِ ألوانا
لو بعتهُ من شياطين الدجى شرقت
شمسُ له أو فخيط العـز قد بانا
لكنني قد تركت الصبـح يا وطني
في كف عفريتَ محبوساً وعـريانا
سمسارنا حين يلقي رث كسوته
فوق الدروايش أطماراً وقمصــانا
كأنه والعجـاف السبـــع توأمـهُ
أيخرج الزرع شطأه وهو ظمئآنَا
في عصـره نال منا كل قارعـــةٍ
وكيفمــا كانت الآمـال قد كـانَا
أتى على الناسِ دهرٌ فيهِ مسغبةٍ
نامـوا ويرجوا صــواعاً عنـد مولانا
تهــان في بابـه الأقيــال حائمـةً
وهـو الذي في حياض الكفر مهـتانا
حتى إذا جاءه المسكــين يسـألهُ
عن حقــه كشــرَ السمسار أسنانا
لما أتتك رياحُ الشـرق ياوطني
تذروك قسـرًا وتمحي فيك ذكـرانا
تلاقف الحـوت والأمـواج عسجدنا
وتاجـنا بات مطمـوراً وعيــّانا
وبات فيـك رُعــاة الإبـل في دعـةٍ
وأشرف القوم نُبلاً نام جوعانا
بـراعم الدار للإصبــاحِ شاخصـةً
تجعد الحظ في الآمالِ عجزانا
حتى غدا اليأس حلوى في مباسمها
يجلـوه عـودٌ من الأشـــواكِ أحيـانا
وكلمـة الحق غصـت في حلاقمنا
خوفاً من السجنِ صار الحلقُ سجانا
جفت دمـوع الأسى في عين نائحـةٍ
من هولها أصبـح الكتمان عنوانا
أيـن النعيـم وأين الحـق يا وطني
فهـل يمـوت صبي المهـد حيـرانا
لو رام يومًا من السجــان أعطيةً
يا صاحب السجن هل تعفيـه عرفانا
بصمتِ شعبُ أكل الدهـر قـــدرته
والصمت شــرع قضاه الحــكم إيمانا
ٳن البـطون التي في جـوفها جشعُ
( قتلننا ثم لم يحيين قتـــلانا)
لا يشـبع العين قولٌ قِيْلَ في أثرٍ
إلا التـراب الذي كـانتــهُ أُولانا
هـاكم كتاباً لكم من خلفِ أظهركم
قسطاسكم طفف القسطاس أوزانا
# الشاعر/حسن يامي عون
تعليقات
إرسال تعليق